رواية ابالسة الانس الفصل الثاني 2 بقلم هنا عادل
مجدي:
- إلهام، بقولك ايه، عايز طريقة اطفشهم بيها من البيت، غلبت كل السنين دي أحاول ومفيش حاجة جايبة نتيجة، عايز بقى اخد حق قاعدتي فى وسطهم العمر ده كله.
إلهام:
- طريقة!! أوعى يكون قصدك اللى فى بالي يا مجدي.
مجدي:
- وميجيش في بالي ليه طيب يا إلهام؟ انا لو سيبت الولية دي هيبقى ماليش مكان، يبقى انا استحملتها كل ده على الفاضي، عايزك تساعديني، انتي عارفة أخواتك كل واحد فيهم له بيته ومعاه اللى مكفيه، حتى اخوكي سيد اتجوز فى بيت أمك يعني مش هلاقي مكان ليا لو الولية جرالها حاجة، اخواتها هيرموني فى الشارع.
إلهام بتحذير:
- بس خلي بالك يا مجدي، السكة بتاعتهم زى ما هتحقق عن طريقها اللى انت عايزه، هيبقى فيه حاجات ملزم تقدمهالهم، أنت مستعد لكده؟
مجدي:
- يعني انتي قدمتي لما اشتغلتي معاهم يا إلهام؟
إلهام:
- اومال العز اللى انا فيه ده كله منين؟ ماهو بسبب رضاهم عليا بعد ما قدمت كل فروض الطاعة ليهم.
مجدي:
- وانا معنديش اللى اخاف عليه منهم، انا مستعد اعمل اي حاجة بس اخلص منهم.
إلهام:
- نفسي افهم سبب كرهك ليهم؟
مجدي بغيظ:
- مش عارف يا إلهام، حاسس ان كلهم أحسن مني، حاسس ان كلهم بيستقلوا بيا....
قاطعت إلهام كلام اخوها وهي بتقوله:
- بس انا مشوفتش منهم كده من ناحيتك ابدا يا مجدي، أنت على فكرة اللى من جواك حاسس ان خيرهم عليك، علشان بيشيلوا عنك كتير من اللى المفروض تكون انت اللى شايله...وده من وقت ما دخلت وسطهم.
مجدي بأنفعال:
- بقولك ايه يا إلهام، أنتي ياختي هتساعديني ولا لاء؟ اهو بكرههم كده من غير سبب، عايز ابقى صاحب مِلك زيهم ودلوقتي، انا قربت اموت من غير ما احس اني خدت حقي منهم.
ضحكت إلهام:
- انت مالكش حقوق عندهم يا اخويا، انت عايز تأذيهم وانا هساعدك علشان انت اخويا، لكن لو جينا للحق الناس دي محدش منهم جه عليك فى حاجة.
مجدي بأستهزاء:
- بقولك ايه يا الهام، متبقيش ياختي فاتحة بيتك من فلوس الاسحار والاعمال اللى انتي شغاله فيها دي وتعملي عليا انا شيخة...
قاطعت إلهام مجدي وهي بتقوله:
- انا مش بروح اجيب حد يا مجدي، هما اللى بييجوا لحد عندي، وانت ياخويا ليك عليا النصيحة، واللى بعد كده انت تتحمل نتيجته لواحدك.
مجدي:
- ماشي، لما تلاقيني بولع فى نار جهنم متبقيش تيجي تولعي جنبي، ها بقى ايه اللى هيتم؟
إلهام:
- هتيجي الليلة بعد الساعة 1، وتجيب معاك أطر لكل عيل من عيالك، وعايزة صورة لمراتك.
مجدي:
- والعيال مالهم؟
إلهام:
- خايف عليهم؟ انت مش قولت مش فارق معاك....
مجدي:
- ياستي مقولتش فارق، انا عايز افهم السبب بس.
الهام:
- بليل، هتفهم بليل لما تيجي.
مجدي:
- ماشي، لما نشوف هتطلعي بتفهمي بصحيح ولا سيط على الفاضي.
قام مجدي مشي وساب اخته تستعد لجلسة بليل...إلهام دي تبقى عمتي، جوزها سابها من زمان بسبب شغلها فى السحر والاعمال وكان خير انه مخلفش منه وده كان كلامه، ليها سيط واسع فى المنطقة كلها وبتجيلها ناس كمان من محافظات وعلشان كده هي عايشة ملكة فى بيتها من غير عيل ولا راجل، اخواتها لان كل واحد فيهم مريح دماغه من انها تطلب منه حاجة او تستنى مساعدته ليها فى حاجة، فمكبرين دماغهم منها على الاخر، اصل اهل ابويا كلهم تقريبا جواهم نفس الغباء اللى احنا ورثناه ده مش ابويا لواحده، اما ابويا لجأ للفكرة دي اللى مقدرش يلجأ ليها من زمان لأنه مش مصدقها بسبب الجلطة اللى جت لأمي من فترة كده، قلق ابويا وفكّر ان امي كده خلاص بتموت ولو ده حصل اخوالي هيمشوه من البيت ويبقى فى الشارع، برغم ان امي بعد التعب ده رجعت كويسة يعني ومفيش حاجة تخوف، غير ان الاعمار دى بتنتهي من غير ما يكون فيه تعب او اي حاجة تدل على ان الانسان بيموت، ده وقت وميعاد متحدد ومش شرط يكون فيه انذار سابق، لكن ابويا تخيل ان دي اشارة علشان يلحق يأمن نفسه، مع ان برضو اهل امي محدش فيهم كان هيعمل كده لو فعلا حصل حاجة لأمي، لو مش علشان هي موجوده، فكان ده هيبقى علشان خاطرنا احنا، ودى شقة امي وحقها ومحدش يقدر يرمي عيالها براها، لكن نعمل ايه بقى فى الطمع والغل والكره؟ انا عارفة انتم بتسألوا انا عرفت منين كل اللى دار بين ابويا وعمتي ده؟ طبعا عرفته من (ناعووووودي) اللى كان لازم تحكيلي كل حاجة علشان استسلم لأوامرها واكون مطيعة ليها علشان تقدر تنفذ مهمتها بسهولة، فى الليلة دي راح ابويا لعمتي بعد ما اخد صور لأمي مع اخواتها، وصور ليا انا واخواتي وهدوم من هدومنا، واول ما وصل عند عمتي قالها:
- جيبتلك هدومهم وصورهم، علشان لو هدومهم مش هتقضي الغرض صورهم تحل محلها، اصل العيال ساعات بيلبسوا هدوم بعض.
عمتي برغم ان قلبها جامد الا انها كانت مستغربة ان ابويا مش فارق معاه ولاده للدرجة دي، لكن هي فى النهاية مش هتخاف علينا اكتر منه يعني، حطيت الصور بتاعتنا قدامها وصورة امي...ومسكت ايد ابويا بعد ما طفيت النور وولعت نور ازرق، مسكت موس وقربته من كف ابويا اللى قلق فى البداية، غضبت عمتي وقالتله:
- مجدي....اثبت كده علشان ده مش لعبة، اي غلطة ممكن تقلب اللى بنعمله ده علينا ونولع واحنا قاعدين، متخافش تعويرة صغيرة خالص علشان لازم دم لفتح الطريق.
رد ابويا وقالها:
- ماشي يا الهام، انتي بس مش مرسياني على اللى هيدور علشان كده اتفاجئت.
عمتي:
- شايف الورقة اللى تحت ايدك دي؟
بص ابويا على الترابيزة اللى بينه هو وعمته وقالها:
- اه، مالها؟
عمتي:
- دمك هو اللى هيكتب عليها، اسكت بقى علشان نخلص قبل الفجر.
سكت ابويا وساب عمتي تتصرف، فعلا جرحت ايد ابويا جرح صغير وابتدى الدم ينزل على الورقة اللى تحت ايديه، وابتدا الكلام يظهر عليها، كلام مش مفهوم، الحروف عربي لكن مرسومة بطريقة غريبة، شوفتها لما وريتهالي(ناعوووودي)، كلها كلام باللون الاحمر كتير جدا لدرجة انه يزغلل العين، مشبّك فى بعضه ومفيش فواصل الا اسمها...اسم اللى كانت عمتي بتحاول تطلب حضورها، الورقة مكتوبة بالطريقة دي..
(مشتبغبغشسخهثبعاناااااااااااااعووووودي نتمنبتلنلهسيبابليسيلاعبذنااااااااعوووووودي)
- كان نفس الكلام ده مالي الورقة كلها، والاسم متكرر اكتر من عشر مرات، اول ما بطلت عمتي تضغط على ايد ابويا والدم وقف وقفت كتابة الكلام على الورقة، وفى اللحظة دي انطفى النور الازرق اللى كان والع واترفعت الورقة لفوق ولما عين ابويا اترفعت للورقة شافها قدامه وصرخ من الرعب...كانت عمتي إلهام بس العضم برز من وشها وعنيها كلها اتحولت للبياض وصوتها اتغير بصوت غريب غير صوتها واتقال لأبويا:
- انت قد الشر اللى هيطول الكل؟
ابويا كان مرعوب وبيرتجف، مكانش متخيل ان ده اللى هيحصل، لكن اتكلمت تاني بتحذير وقالت:
- جاوب وبسرعة، انت قد الشر اللى هيطول الكل؟
هز ابويا رأسه بخوف وقال بصوت مهزوز:
- ااااا...اي..أيوة.
ردت وقالت:
- حد من القرابين هيكون سبيل لوجودي ما بينكم.
ابويا مكانش فاهم وسأل:
- ييي..يي.يعن...يعني..ااايه؟ يعني...ايه قراب...قرابين؟
ردت هي وقالت له:
- كل اللى قدامي دول قرابين، وحد منهم هيكون الجسم اللى هتحرك من خلاله.
بص ابويا للمكان اللى شاورت فيه وشاف انها تقصد الصور بتاعتنا، كملت وقالت:
- مفيش ندم، مفيش رجوع، اللى بدأ لازم ينتهي، واياك الصلاح والاحساس يدخل يسكن كيان حد من القرابين، والا انت اللى هتدفع التمن.
رد ابويا وقال:
- لالا...لالا، مفيش حححح...ححد بييحس منهم، كككُلهُم حالهُمممم مااااي...يل.
ردت وهي بتقول:
- يبقى اول حاجة تتخلى عنها انت واللى في بيتك...الصلاة.
يتبع....